الاثنين، مارس 02، 2009

عودة وأشياء أخرى

بسم الله الرحمن الرحيم
كنت أعتقد سابقاً أن الإنسان - إذا كان ذا موهبة ، أو كان ذا فن من الفنون -يكون في أفضل حالاته الإبداعية حينما يكون مغرقاً في الحزن والهم أو سعيداً أيما سعادة ، أما في حال صفائه واعتدال مزاجه فإن فنه يخرج باهتاً خالياً من الروح ..

هذه النظرية تأكدت لي منذ أمد بعيد ، جمدت فيه يدي عن الكتابة أياً كان نوعها ، وعزفت قراءة كتب الأدب أو التدوين أو حتى المشاركة الفاعلة في منتديات الحوار كسابق عهدها ..

وتأكدت لي هذه النظرية بمراجعة كتاباتي البالية في حقبة كنت أعيش فيها في قيعان الهم ، وتسيطر على أفكاري وسوسات متخبطة .. كانت كتاباتي حينها - لو قيمت بمنظار أدبي بحت - من أبدع ما يمكن ومن أحكم ما كتب في الأدب المعاصر -حبة غرور ما يضرش -..
هذا طبعا بغض النظر تماما عن المحتوى و ربنا ستار حليم...


أما وقد ولت هذه الحقبة بفضل الله ، فقد جف مداد قدمي وما عدت أستطيع الكتابة أبداً ، فإذا سطرت سطراً أوسطرين الآن حمدت الله أني كتبت شيئاً ، ثم نظرت إليه فيه إعجاب وأغلقت كراستي وعدلت عن فكرة الكتابة أساساً .

وما هذه التدوينة إلا محاولة مني لكسر النظرية التي أؤمن بها ، فمن غير المعقول أن أنتظر لحظة كرب شديد أو لحظة فرح طاغ ٍ لأكتب شيئاً عله يفيد ، فأحرم نفسي من ثواب الإفادة أو حتى ثواب المحاولة بحجة جفاف القريحة الفكرية .


كانت هذه مقدمة لا بد منها علها تقبل اعتذاراً مني لقارئي الكريم ، ليس لأني مدونة مشهورة لا سمح الله انقطعت عن الكتابة فضج قراؤها ، ولكنه واجب عليّ لمن كلف نفسه مشقة قراءة ترهاتي وعبرني بكلمتين وجبر بخاطري في حين أني بالطبع لا أستحق منه ذلك ، فوجب عليّ شكره والاعتذار منه لكريم فعله .
أما بعد ....

فلا أدري صدقاً من أين أمسك طرف الخيط لأبدأ الحديث ، ففي جعبتي الكثير من الحكايا ، وفيّ طبع النساء الأزلي من رغي ولت وعجن ، فلتكن هذه ثرثرة مبعثرة وليعذرني قارئي الكريم في عدم ترتيب أفكاري .

***********

( 1 )

سمعت مراراً هذا الحديث الشريف عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "‏ ‏لو أمرت أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها " فكرت كثيراً : أي فضل للرجل على امرأته ذاك الذي يجعلها تسجد له لو كانت ساجدة لغير الله ؟؟ أيفوق فضله فضل الأبوين على ابنتهما ؟

حقاً حتى الآن لم أدر سر الحديث الشريف ، ولم أعرف هذا الفضل الكبير الذي عرفه رسول الله ، غير أني أوقن بكلام المصطفى - صلى الله عليه وسلم - و أسلم به دون إعمال عقل .

لكني لمست شيئاً من هذا الفضل للرجل ، فيكفي احتماله لحماقة زوجته والتصرف بحلم إذا هي جهلت عليه لتحمل له هذا الجميل على رأسها مادامت حية ...
( 2 )


لا زلت حتى اللحظة أبحث عن قلب كان لي ، دعوني أخبركم عن صفاته علكم تعرفون أين أجده ..

كان لي قلب نقي شفاف ، يحفظ آيات الله ويحاول العمل بها .. يحلق كل يوم نحو نور الله ، ويأخذ على نفسه العهود لله فإذا به يفي قدر استطاعته ، ويأبى أشد الإباء أن تسكنه الضغائن والأحقاد ..

كان لي قلب يضطرب من ذكر الله ، فإذا اضطرابه بادٍ على جوارحي .. فلا يذكر لساني سوء مسلم خوفاً من القدير ، ولا تنظر عيني إلى محرم طمعاً في رؤية وجه حبيبها الأزلي ، و لا تستمرئ أذني استماعاً للمعازف طمعاً في ألحان الجنة ، ولا يتلذذ جسدي بنوم لسعيه في العلم طلباًُ لرضا الله ..

كان قلبي لا يسكن إلا بتلاوة كتاب حبيبه ، فإذا هو لا يترك يوماً إلا وقد أصاب منه شيئاً ، وكان دائم الشوق لرحمن رحيم فإذا هو يدعوه خوفاً وطمعاً .....

واليوم - ويح اليوم - قد فقدته منذ أمد بعيد بعيد ، غير أنه يلوح لي بين فينة وأخرى فلا يرتضي العودة لمسكنه القديم .. وسكن أضلعي عوضاً عنه شيء لا أعلمه بارد الحس متبلد الشعور ، يمر على آيات الله وعظاته فيقف هنيهة ، ثم يمضي في سباته .

هذا الشيء نائم منذ سنين طوال قد ألف الدفء وأحب الراحة ، فإذا به لا يخشع بين يدي مولاه إلا لماماً ، ويتفلت منه القرآن أيما تفلت لقبحه وتلطخه ..
هذا الشيء لم يعد يأمر وينهى جوارحي كما كان يفعل قلبي من قبله .. " ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله ، ألا وهي القلب ".

بالله خبروني أين أجد قلبي و قد بحثت عنه بين الصالحين ، وتفقدته في آيات القرآن ، وفي بيوت الله وفي حلق الذكر فإذا به يطل عليّ وجلاً مشفقاً ثم يختفي من جديد ..

بالله خبروني كيف أقنعه بالعودة لضلوعي والقرار بها ..
( 3 )

حملة مقاطعة الفن الهابط .. حملة بدأها أحد الزملاء عبر المنتدى الطلابي الشهير كل الطلبة - ربنا ينتعه بالسلامة - وتم تدشينها عبر الموقع الاجتماعي فيس بوك . اللافت للنظر أن الحملة لاقت صدىً في الصحف على الرغم من أن عدد أعضائها لا يزال في حدود الخمسمئة حتى الآن.

اقرأ مقال الجمهورية عنها.


أرجو من كل المقتنعين بالفكرة الانضمام لهذه الحملة والدعوة لها.

( 4)


تهنئة خاصة للأخ الكريم محمد أبو زيد وعروسه الكريمة لؤلؤة مكنونة بعقد القران ، تهنئة متأخرة للغاية لكن العتب على الكسل . بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير .

( 5 )

دعوة عامة لكل المهتمين لحضور مؤتمر القاهرة الدولي السابع مع المقاومة ورفع الحصار وضد الاحتلال وجرائمه بنقابة الصحفيين بدءاً من الخميس 26 مارس وحتى الأحد 29 مارس .

ترقبوا مشاركة طلاب وطالبات الأخوان المسلمين ومزيد من التفاصيل قريباً إن شاء الله .
*****
أنا زهقت من الكتابة

ألقاكم على خير قريباً إن شاء الله .