الأحد، أغسطس 12، 2007

انقدني ولا تهنّي

كثرت في الآونة الأخيرة تطاولات عديدة من طلاب العلم على العديد من الدعاة ، ومن أبناء بعض المدارس الفكرية على أبناء المدارس الأخرى

بل وتجاوز ذلك إلى نقد أبناء الفكرة الواحدة بعضهم بعضاً بطريقة أشبه بالجلد بالسياط ، والتحامل على أخوانهم بدعوى الحرص على المصلحة العامة .
و للأسف فإن هذه التطاولات تحمل طابع النصح والإرشاد ، والنيات الله وحده يعلمها ، أما الأسلوب فلا يختلف اثنين في أنه أسلوب هجومي بحت !! لا يخلو من لهجة تعالي وتعصب للرأي .

وبالطبع فإن هذا الهجوم لا يقود إلا لمزيد من الخلاف والشقاق ، وتضييع لروح الأخوة ، ومعلوم أنه ما يضيع الأمم إلا نزاعاتها .

وقد رزقني الله حضور إحدى المحاضرات التي تتحدث عن النقد البناء ، فقررت نقلها للقراء ليعم النفع
عسانا نتعلم يوماً كيف ننقد الآخرين دون تجريح ، وكيف يكون حرصنا الأول هو النفع لا التشفي وإثبات صحة الرؤية والتوجه

****************













بدايةً : اسأل نفسك

هل تزن آراء الآخرين وزناً منطقياً ؟

هل حقاً تختلف من أجل قضية ؟ أم أن هناك أشياء أخرى ؟

هل تجرد القلب عن الهوى وترى فيه الصدق عند إبداء الرأي ؟



بعد إجابتك عن هذه الأسئلة ، تستطيع إكمال القراءة

الاختلاف سنة كونية


فقد فطرنا الله على طبائع مختلفة ، وعلى هيئات وأشكال مشتبهة وغير متشابهة ، ونشأ كل منا بتربية وفكر يختلف عن الآخرين ، فلا بد إذن من اختلاف ، وتأمل معي قول الحق تبارك وتعالى : " ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين . إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم "
( هود 118 ، 119)


يقول ابن كثير في تفسيره : يخبر تعالى أنه قادر على جعل الناس كلهم أمة واحدة من إيمان أو كفر كما قال تعالى ( ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا ) وقوله ( ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ) أي ولا يزال الخلف بين الناس في أديانهم واعتقادات مللهم ونحلهم ومذاهبهم وآرائهم

فوائد الاختلاف

قد يتعجب البعض من هذا العنوان ، ولكني أذكركم الحديث : " اختلاف أمتي رحمة








بالمناسبة هو حديث ضعيف ، لكن يجوز الاستدلال بالأحاديث الضعيفة في فضائل الأمور مع الاعتقاد بعدم قطعيتها ،ثم إن المعنى يصح إن شاء الله.

ومن هذه الفوائد :












الابتكار والإبداع - قوة الأفكار -المرونة والتكيف مع المستجدات - التكامل -التعرف على جميع الاحتمالات -زيادة الأفكار والبدائل -تعاون الفريق وإنجاز العمل












كيف ننقد نقداً بناءً ؟



1- لاتجرد الآخرين من إخلاصهم

2-لا تضع نفسك موضع دفاعي حين تنقد

3-لا تفكر بعاطفتك


4-لا تجعل أفكارك ردود أفعال

5-أحب للآخرين ما تحب لنفسك


6-تجنب القناعات المسبقة

7-افهم أن الاختلاف فطرة

8- أبرز المميزات وقيم العيوب

9-ارفق في التقييم

10- قدم الميزة على العيب

11-احرص على التشجيع

12-اجعل من تنقده يكتشف عيوبه بنفسه

13-احرص على التفكير الجماعي في الحل

14-الحيادية : افصل بين نقد الفكرة ونقد الشخص

15-ابحث عن النقاط المشتركة

16-ركز نحو الهدف

17-تجنب الجدال

18-لا تفترض صواب رأك وخطأ رأي الآخر

19-كن شمولي النظرة

20-استمع جيداً

21-تذكر قول الله تعالى : " وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن، إن الشيطان ينزغ بينهم ، إن الشيطان للإنسان عدو مبين "
























لمَ لا ننقد نقداً بناءً ؟













1- الجهل بأدب الخلاف


يقول الإمام الشافعي رحمه الله : ما حاججت أحداً قط إلا و سألت الله أن يجري الحق على لسانه

ويقول أحمد : يا أخي : ألا تسعنا أخوتنا وإن اختلفنا في بعض المسائل ؟

2- اتباع الهوى

3- الإحباط من بناء العمل

4-عدم الفهم

5-عدم الثقة في النفس

6-اللامبالاة وعدم الحرص على العمل

7- عدم التعاون في إنجاز العمل

8-التعصب للرأي



نتائج غياب النقد البناء
1-فريق عمل غير متعاون
2-انعدام الثقة بالنفس
3-تضييع الوقت والجهد
4-غياب الإبداع وقتل الأفكار








أشكال الناس عند الاختلاف













سمك القرش
















متعصب دائماً لرأيه ولا يتنازل









الدب الوديع





يحل المشكلة بلطف .. مائع لا يصل لقرار







السلحفاة









ينسحب وقت الخلاف .. لايدافع عن رأيه ولا يحاول استيعاب الآخر





الثعلب المكار





يعمل بنظام هات وخذ.. يحل المشكلة مؤقتاً


مثل قريش لما قالوا للنبي - صلى الله عليه وسلم - : اعبد إلهنا سنة ونعبد إلهك سنة



البومة الحكيمة



يحاول فهم كل الآراء ويصل لقرار واحد

ملاحظة : قد يتحول الفرد أثناء النقاش للأنواع الخمس

*******

بعد هذا العرض ، أسأل الله أن ينفعني وإياكم بالكلام أعلاه وأن يتقبل منا محاولتنا لنحتوي بعضنا بعضاً .. محاولتنا لنتعايش

هناك 12 تعليقًا:

  1. السلام عليكم


    نصائح غالية في موضوع كثر من الرائع بارك الله فيكي ونفعنا بك

    لقد تناولت امراً هاماً بكلامات ينبغي ان تكتب علي جبين كل من يتصدر للدعوة أو للنقاش وما شابه

    ولقد كنت ساؤكد علي قيمة التجرد من الهوي وتصحيح النوايا عند أي خلاف لكني وجدتك قد تناولتيها بارك اله فيكي

    لكني احب أن أنوه أن حديث : اختلاف امتي رحمه هو حديث موضوع ولا يصح نسبه إلي رسول الله كما حقيقه الإمام الألباني ف5قال :تحقيق الألباني
    (موضوع) انظر حديث رقم: 230 في ضعيف الجامع.‌

    ولقد قال هعبد الله بن مسعود (الخلاف شر كله) وهذه حقيقة إلا في الخاف الذي له ضوابط شرعية ونقاط واهداف كما ذكرتي

    بارك الله فيكي ونفعنا بما تسطره يداك

    ردحذف
  2. فتح الله لك وجزاك الخير على تحقيق الحديث

    كنت أحسبه ضعيفاً بوركت على التصحيح

    ردحذف
  3. جزاك الله خيرا
    بس انت عملتي الحديث محوري في الموضوع رغم أن الاختلاف الوارد في الكتاب والسنة ليس رحمة أبدا ولكنه يصير رحمة باتباعنا الأوامر الشرعية فيه
    وملخصها ما ذكرتيه من ضوابط للحوار
    وايضا الاختلاف في الأصول غير الاختلاف في التفاصيل التي يكون كل مجتهد فيها له أجر
    وأيضا تاني إن تحقيق الأهداف السامية من الحوار مرتبط باتباع الضوابط أما من دونها فربما هي حظوظ النفس التي تتكلم

    ردحذف
  4. السلام عليكم ورحمة الله بركاته
    بارك الله جهودك أختى الكريمة
    لقد أحسنت إذ ذكرت قواعد ضبط الإختلاف وتقرير الطبائع المختلفة واللتى هى من دلائل قدرة الله
    نعم الخلاف شر حين يكون خلافا وأظنك أختى قصدت بالإختلاف التنوع البشرى الفطرى والناتج من تغاير ملكاتهم وتنوع ثقافاتهم
    أرى أن التنوع يثرى الحياة ويؤدى إذا ضبط كما أفدت إلى الجديد من الحلول والقدرة على تعايش مثمر
    فقط نتفق على الأصول والثوابت ونتفق على منهجنا من تجرد النية وسلامة الصدر ولا ضير بعدها أن يرى كل منا الأمور من جانب فحتما ستتلاقى الأفكار وتتكامل لنحيط بالمسألة من جوانبها ونستفيد من طاقاتنا مجتمعة
    جزاك الله خيرا وفى حفظ الله

    ردحذف
  5. أ. عصفور المدينة

    لم أجعل الحديث محورياً كما تفضلت بالقول ، لم يكن إلا مجرد استئناس بالمعنى عنيت به الاختلاف في الفروع لا الأصول قطعاً

    أما المحوري في المقال هو الآية الكريمة " .. ولا يزالون مختلفين .. "

    جزيت خيراً على التعقيب

    *******

    أخي طال الليل
    وعليك السلام ورحمة الله وبركاته

    أتفق مع قولك ، وما عنيت بالاختلاف هو تباين الطبائع البشرية فعلاً الذي يؤدي إلى اختلاف الفهم والإدراك

    المهم على كل حال هو أن نتعلم كيف نحترم الآخر ويكون حرصنا الأول والأخير هو المصلحة العامة وإيضاح الحق لا الانتصار للنفس

    ردحذف
  6. ما شاء الله
    رائع بجد

    عايزين ننقل الموضوع ده ساحة صيدلة :D

    جامده جدا النصائح دي بجد
    جزاكم الله خيرا :)

    ردحذف
  7. جزانا وإياك يا فندم :)

    أنقل الموضوع بجد ؟ أنا كنت بفكر في قضايا عامة

    ردحذف
  8. العريان وراء القضبان

    شاركنا فى حملة التضامن مع الدكتور عصام العريان

    على مدونتى

    ردحذف
  9. ايوه يادكتورة انقليه في قضايا عامة ماشي
    لكن بردو في صيدلة
    عشان اليومين دول في حاجات غريبه بقت تحصل في صيدله

    ردحذف
  10. جزاك الله خيراً يا قبس

    ردحذف
  11. بسم الله

    السلام عليكم ورحمة الله


    يعني جزاك الله خيرا .. جميل جدا إنك كتبت مقدمة قبل ما تدخلينا على ملخص المحاضرة ..

    أديك ملخص المخلص -من وجهة نظري

    المدخلات:
    أنا سمعت كلام
    عندي علم إن الكلام اللى بيتقال ده غلط أو فيه خلل

    المطلوب :
    همي إن الكلام ده يتصحح
    وهمي النصح -النصيحة معناها إرادة الخير للمنصوح- بجد مش عايز اتفوق عليه أو أظهر إنه غلطان ومش بيفهم ... الخ
    + اتباع السنة في التعامل بالرفق والحكمة

    المخرجات
    = ضعي ما تريدينه من أحلى الأوصاف لنتيجة هذه المعادلة

    :)

    جزاك الله خيرا تدوينة هامة .. بس انا مش بحب البووووم .. مع إني بحاول أكون كده في مناقشاتي .. مفيش عندك حاجة تانية غير البوووم يا قبوسة

    ردحذف
  12. جزانا وإياكِ الخير يا نداء
    ****

    العزيزة مها

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

    عم يا عم على الملخصات :)

    بس ملخصات تكنولوبية خااالص

    وياستي لو مش عاجبك البوم نجيب حمام

    جزيتِ الخير بجد على الملخص الجميل

    ردحذف

شرفني بأشواقك