الأحد، أبريل 06، 2008

خزعبلات

بسم الله ..

هذه المرة أكتب لمجرد الكتابة ..
لا أعني بهدف تنشيط المدونة ، ولكني فعلاً أكتب لأكتب وحسب .

تثور في عقلي أفكار وخواطر شتى ، أعبر عنها بأفضل تعبير وهو الصـــمــــت والعزلة عمن حولي !

ربما تكون هذه محاولة أرتب فيها الأفكار والمشاعر ..
ربما هي حالة دخول لخزانة خاطري أرتبها وأرمي البالي منها .. ربما !
********


لماذا بين يديك أشعر أني طفلة ؟
لمَ أتبين جهلي إذا حادثتك ، وأشعر بضعفي أمام قوتك الطاغية ؟

لماذا أنسى- حين ألقاكَ- كل الكلام ؟!

لمَ أهابك كما أهاب البحر ، وأطمئن إليكَ اطمئناني للبحر أيضاً !

أجل ! أجدك هيناً مثله رقراق الماء صافي الصفحة فأجترئ على خوض غمارك ..

ثم أتبين عمقك وهياج موجك فأحجم وأخاف وأعود أدراجي ..
أعود إلى شاطئي الهادئ أرقبك في صمت أحاول التكهن بما تحويه أعماقك ،ثم تعود تسطع صفحتك تحت ضوء الشمس فتأسرني ببريقها فإذا بي أركض نحوك كطفلة جذلة تريد اللعب !


هلا ألقيتَ لي بسفينةٍ وسمحت لي بالإبحار فيك ؟
هلا منحتني كتابَ أمانٍ فإذا بي آمنة على صفحتك لا أخشى الغرق ولا أهاب التيه ؟
لماذا أشعر أنك أستاذي ، وأنك تلميذي ، وأنك قائدي ، وأنك رعيتي ؟

ببساطة أعطني الحل !

أنت معادلة أعضل عليّ حلها ، وحرت في كتب الهندسة أيها يرشدني لحلك .. فأرحني وأرني الحل !


**********


بعد أربع سنوات زادت أو قلت ، أكتشف فجأة أن هذه القلعة المخيفة ليست مكاني !

أكتشف بعد محاولات شتى باءت بالفشل أني لا أنتمي لهذه الجدران ..


وأن رائحة النشادر النفاذة التي كنت أتغزل بها صارت تخنقني ،وملمس ضفدعة التجارب أصبح يقززني ،

وهذا المعطف الأبيض الذي طالما ارتديته متباهية منتشية أصبح يذكرني بملابس الجزارين الغارقة بالدماء !

أكتشف أن علبة السردين المزدحمة والتي يسمونها تأدباً : " مدرج " باتت تبعث في نفسي الملل ،

و كلما حاولت زيارة سكانها أجدها تداعب جفناي مداعبة ثقيلة فإذا بهما يسقطان في سبات عميق !

أفاجأ أن روح المقاتلة داخلي انهزمت أيما هزيمة أمام " ترانيم المدرج " أو ما اصطلحنا على تسميتها : المحاضرات ..

فإذا بأبواب ذهني تغلق وتأبى الاستيعاب لا لشيء ، سوى لأنها لا تريد المزيد من هرطقة الكيميائيين ووسوسة مشعوذي الأحياء وزمزمة صانعي الدواء ..

اكتفيت ! حقاً اكتفيت !
اكتفيت من الحفظ ثم الحفظ ثم الحفظ ، ومن إهمال التفكير العلمي واستخدام حاسة الفهم لأن نظم تعليمنا العقيمة تأبى إلا ذلك !

حقاً أتعجب من تقديراتي المرتفعة التي أحرزتها في بعض المواد التي حفظتها في ليالٍ معدودة ، في مقابل مواد أخرى أضنيت نفسي لفهمها وكأني ما استفدت شيئاً !

" ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها ... "
**********


اليوم الإضراب الشعبي الذي أعلنت عنه بعض قوى المعارضة ..

استغل الكثير هذا اليوم ليجلسوا في بيوتهم ويستريحوا وكأنه أجازة رسمية ، بينما استجاب آخرون للتهديدات الحكومية فتوجهوا لمقار عملهم ودراستهم ..

البعض فقط هم من أعلنوا الإضراب والتزموا به .

السؤال فعلاً : هل تشعر جموع الشعب بأهمية هذا الإضراب ؟ هل يؤمنون بجدوى المقاومة الشعبية ( السلمية ) وتأثيرها على الحكومات ؟

أم أنهم يرددون القول الثابت : واحنا هنعمل ايه ؟ هنقدر نغير ايه ؟ التغيير لازم ييجي من الحكومة مفيش في ايدينا حاجة .

كان من المتوقع أن يكون رد الفعل الشعبي قوياً ومؤثراً بعدما طال الظلم لقمة العيش .. كان من المتوقع أن تنتفض الجموع غاضبة تعبر عن حقها في حياة كريمة .

لكني حقاً أتعجب من استمرار السلبية .

وأكثر ما أتعجب منه هو موقف قيادة الأخوان من الإضراب !

أنا فقط أطلب إيضاحاً : ما السبب الفعلي لرفض المشاركة فيه ؟

أنا أعلم أن الأمر أكبر من مجرد مشاركة ، وأن تبعات المظاهرات غالباً ما تصب فوق رؤوس الأخوان دون غيرهم ما يدعو القيادة للتروي قبل المجازفة بمقوديها ..

أنا أدرك أن الأمر ليس مجرد عدم توجيه الدعوة للأخوان للمشاركة في الإضراب ، أو عدم وضوح الهدف منه .

أعتقد أننا يجب أن نفهم ، وأن من حقنا المطالبة بإيضاح أكثر حول موقف الجماعة .. ذلك أن الكل كان ينتظر مشاركة الأخوان لحضورهم القوي في الشارع المصري وتأثيرهم الجماهيري ..


************

لا زلت أقف أمام خزانة أفكاري محتارة ..

لا زال بها العديد والعديد من الأفكار والخواطر بحاجة لفرز وترتيب ،

غير أني أصبت بالإعياء الآن وربما أحاول الترتيب في وقت آخر .