السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
اكتشفت بعد عناء طويل أن هذه المدونة تمثل من شخصيتي شطراً ليس بالهين ، وأني مع تقاعسي الطويل عن إضافة جديد فيها فإني أحن إليها بين فينة وأخرى لأدرج بها شيئاً مما يجول بخاطري ..
إني وإن مللت كثيراً هذه الصفحة وأحسست أنها لا تضيف شيئاً لقارئها ، فإنها وببساطة تضيف الكثير لي .. يكفي أنها مساحتي الحرة لأكتب وأعبر بها عن آرائي وأفكاري ..
الكتابة هدية من الله تعالى لي ، ربما لأني لا أحسن كثيراً التعبير الكلاميّ ، وربما لأني أسبر أعماقاً أغور في نفسي بالكتابة فأعرف حسنها وقبيحها ..
الكتابة مَلَكة أسأل الله تعالى أن يعينني فأنفع بها خلقه وأقدم بها ولو نذراً يسيراً لأمتي مما ينفعها .
عدت بفضل الله لمدونتي وقد صرت طويلة الشوق ..
طال شوقي وحنيني لعالم أنقى وأرقى نعيش فيه ..
وطال شوقي لأكون غير المرأة التي عرفتها ، امرأة تترقى في سبل المعالي وتجدّ في سيرها لله..
طال شوقي لأيام الأنس بالله و الانشغال به عن غيره .. أسأل الله ألا تكون أشواقي أمانٍ بغير عمل.
عدت للكتابة هنا وقد تغير في حياتي الكثير مقارنة ببداية تاريخي التدويني ..
فقد تخرجت من معقل الأحرار : صيدلة القاهرة ، ولا زلت أحمل بين جنبيّ شخصية الطالبة المحبطة التي تضع فشلها نصب عينيها !
فما أكثر ما تراودني كوابيس الامتحانات وشعوري بالتقصير الدراسي !
ربما تكمن الفائدة الكبرى من الدراسة الجادة في راحة البال لسنين طويلة حتى وإن لم تعمل بما تعلمت .
عدت وقد انتقلت للحياة الأخرى : بيت الزوجية ، وشعرت بعمق معنى الكلمتين : الاستقرار ، والاستقلال ، ولله الفضل والمنة .
عدت وأنا الآن عاطلة عن العمل لأني لم أقتنع بالعمل في الصيدلية ولم أجد عظيم فائدة من تضييع سويعات من يومي لأبيع الدواء للجمهور ما يحسنه عامل الصيدلية أفضل مني بعشرات المرات ! وها أنا ذي في انتظار قدر الله : إما العمل الحكومي ، وإما الاستمرار في البطالة .
عدت وقد تغير محل معيني التربوي وعملي الدعوي إلى حيث أقطن الآن ، وأدعو الله أن يجعلها بداية خير في الدنيا والآخرة..
لا أنكر أني أفتقد بشدة الدعوة في الجامعة بمشاكلها وعثراتها ، ولكن دوام الحال من المحال عوضنا الله خيراً عمّا نفتقد.
أسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا ، وينفعنا بما علمنا ، ويزيدنا علماً.