

ولأن الأشواق لا تنقطع .. بل تزيد كلما مرت الأيام. ولأنها لم تكن حلماً طفولياً تبدد لما كبرت الطفلة ، بل خالطت أنسجة المشتاقة حتى صارت جزءاً منها .. من أجل هذا وأكثر ، لا يزال نسيم الشوق يهب بين فينةو أخرى..ولا تزال صاحبته تتحين موعد اللقاء بتلهف ، فصارت طويلة الشوق.
أيها الفضيل ! وقد مضيتَ فذرفتُ الدمع عندما غابت آخر شمس فيك ولساني يلهج بدعاء لا أمل ترديده : اللهم ارزقني حبك وحب من أحبك وحب عمل يقربني إلى حبك ..
تراني هل أعيش لألقاكَ عاماً آخر ؟ وتراني هل يمن الله عليّ فيتقبل مني عبادته فيك ؟
أيها الفضيل .. كم غيرتَ في نفسي وكم علمتني قيمة الحياة أنها لا تسوى شيئاً سوى بذكر الله
كم أنستُ في نهارك بالصيام واستعذبت الظمأ والجوع لله يربي نفسي !وكم شعرت بخفة روحي تصلي لله فما يقعدها سوى انتهاء الصلاة .. علمتني حقاً أنني يمكن أن أكون .. أستطيع أن أكون
أستطيع أن أترقى وأتخلص من دنس الدنيا .. أستطيع أن أكون أخرى غير تلك المتخبطة الحائرة
أيها الفضيل .. لا حرمني الله منك وتقبلك الله مني