المشهد الأول.. في المعمل
مجموعة من الفتيات يحضرن معي بنفس المعامل .. يرتدين العجب العجاب من الثياب وفوقها غطاء رأس .. أشمئز جداً من مظهرهن
وأزداد اشمئزازاً على اشمئزاز إذا وقفت جوارهن وتناهي لمسمعي حديثهن
" ياي شفتي فلانة مبتعرفش تحط روجاجو.. كأن حد ضاربها على وشها "
" تصوري بيتكسف لما أبص له .. مش عارفة بيتكسف كدة ليه "
وكثيراً ما أراهن يضعن المساحيق على وجوههن داخل المعمل .. عادي عادي
المشهد الثاني .. في مسجد الكلية
اعتدت ارتياد المسجد بعد كل معمل ، سواء صليت أم لا .. كما أقول مازحة " بمضي انصراف " قبل أن أعود لمنزلي
فوجئت للوهلة الأولى حينما رأيت بعض زميلاتي اللاتي تحدثت عنهن في المشهد السابق يؤدين الصلاة ! بل فيما بعد اكتشفت حرصهن عليها ومداومتهن
المشهد الثالث .. في رمضان
نفس المجموعة أراها في رمضان بزي أكثر احتشاماً ، وبغياب للمساحيق التي تكسو وجوههن
أحس منهن بحرص على دينهن على الرغم من مظهرهن
.. وبعيداً عن المسرح أعلاه
المشهد في كل مكان .. في الكليات والشوارع
في وسائل المواصلات وفي التلفزيون
وهؤلاء الفتيات زميلاتنا في السكاشن .. جاراتنا بل ربما قريباتنا
ولكن كيف ولماذا انتشرت هذه الظاهرة ؟
الحكاية بدأت بعدما انتشر الحجاب بفضل الله في الآونة الأخيرة .. صارت العديدات ترتدي الحجاب تبتغي مرضاة الله
وصار العديد من الدعاة يحثون الفتيات على ارتدائه على اختلاف مدراسهم الفكرية وطرق طرحهم للموضوع
حتى أصبح من المستهجن أن تسير فتاة بلا غطاء رأس ، وبذلك تشكلت عوامل ضغط عديدة على الفتيات
وهنا كانت المفاصلة .. حجابي أم جمالي ؟
لهذا ظهر النموذج الذي يحاول الجمع بين الأمرين .. بين إبراز الجمال ، وبين الحجاب
النموذج الذي يستر ولا يستر ، ويحتشم ولا يحتشم
يساير موجة الحجاب التي عمت المجتمع ، في ذات الوقت الذي يلبي احتياجات النفس من تزين وتجمل
حقائق .. لا بد من معرفتها
معظم الفتيات على هذه الشاكلة ينحصرن في إحدى فئتين :
فئة جاهلة بشروط الحجاب الشرعي ، أو تظن أنها حققت الشروط دونما التفات لبعض المخالفات في زيها
وفئة أخرى يعلمن هذه الشروط ، بيد أن حبهن للزينة يطغى على رغبتهن في التزام أوامر الشرع فتراهن يضعفن أمام الموضة وبهرجتها
أما الفئة التي أطلق عليها ( شريرة ) ..تلك التي تتحدى أوامر الشرع ولا تعبأ لها ، ولا يهمها تأثيرها في المجتمع ،فهي بفضل الله فئة جد قليلة
لذا أرى أن التعامل مع الأغلب الأعم منهن لا بد أن يكون مرتكزاً على هذه الحقيقة .. حقيقة حبهن للحق تبارك وتعالى ، ورغبتهن في طاعته لكنها شهوات النفس تتحكم فيهن
الحقيقة الثانية : أن كل بنات حواء مفطورات على حب الزينة :
" أومن ينشؤ في الحلية وهو في الخصام غير مبين "
سورة الزخرف - الآية 18
حقيقة لا بد من التعامل معها بموضوعية ، ومراعاة هذه الفطرة في أنفس الفتيات بدلاً من الصراخ في وجوههن والقسوة عليهن ، ولا بد من التوضيح لهن بأن الله ما فرض الحجاب ضد فطرتهن بل مسايراً لها
الحجاب الشرعي .. لماذا ؟
إننا لا ننادي بتطبيق الشروط الشرعية في الحجاب من قبيل المغالاة أو التنطع ، ولا من قبيل التضييق ، بل لأسباب عدة
الحجاب .. فريضة إسلامية
مثله سائر الفروض التي افترضها الله علينا .. وهناك من يقول بأن الله افترض على الرجال فروضاً خمسة أما المرأة فقد فرض عليها ستاً - وأضافوا لها الحجاب
لماذا حينما نصلي أو نصوم نؤدي الفرض كما افترضه الله علينا ، أما الحجاب فنعبث به على أهوائنا ؟
الحجاب .. فضيلة خلقية
هو خلق الحرائر وسمتهن ، وهو شعار المؤمنات الصالحات
علامة تمتاز بها العفيفة من غيرها ، تعلن لمن حولها أنها لا تستباح بنظرة مسمومة و لا ترضى بغير ما يرضي الله
الحجاب .. ضرورة اجتماعية
الحل الناجع الأكيد للإيقاف جرائم الاغتصاب ، ولمنع الشباب العابث من ظاهرة المعاكسات ، وللحفاظ على الفتيات
بل الحل الأكيد لحفظ البيوت وعفة الشباب هو التزام شرع الله في الحجاب
التساؤل الذي أطرحه على الفتيات من هذه الفئة : هل ترين أن حجابك يحقق الغرض منه ؟
أترك لكِ الإجابة
: اقرأ أيضاً